الهيدروجين الأخضر مقابل الهيدروجين الأزرق: أيهما أكثر استدامة؟

By | أكتوبر 28, 2024

الهيدروجين الأخضر يعتبر من أكثر مصادر الطاقة الواعدة في العالم، حيث يمكن استخدامه كوقود نظيف في العديد من الصناعات ووسائل النقل. ومع تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة، أصبح من الضروري التمييز بين أنواع الهيدروجين المختلفة. من بين هذه الأنواع، يبرز الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق كأبرز الخيارات المطروحة. في هذا المقال، سنقارن بين الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق من حيث الاستدامة والتأثير البيئي.

الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق من حيث التعريف

ما هو الهيدروجين الأزرق؟ الهيدروجين الأزرق يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي باستخدام عملية تُعرف بإعادة تشكيل البخار (Steam Methane Reforming). في هذه العملية، يتم إنتاج ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي. لكن لجعل هذه العملية أكثر استدامة، يتم التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الناتج عن طريق تقنية تعرف بالتقاط وتخزين الكربون (CCS)، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية.

ما هو الهيدروجين الأخضر؟ الهيدروجين الأخضر يتم إنتاجه من خلال عملية التحليل الكهربائي للماء، حيث يتم فصل جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر طاقة متجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية. بما أن هذه العملية لا تنتج أي انبعاثات كربونية، فإن الهيدروجين الأخضر يُعتبر وقودًا نظيفًا تمامًا.

الاستدامة: أيهما أفضل؟

  1. الانبعاثات الكربونية:
    • الهيدروجين الأزرق: على الرغم من تقنيات التقاط وتخزين الكربون، إلا أن عملية إنتاج الهيدروجين الأزرق ما زالت تولد بعض الانبعاثات الكربونية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تساؤلات حول كفاءة وموثوقية تقنيات التقاط الكربون على المدى الطويل.
    • الهيدروجين الأخضر: لا ينتج الهيدروجين الأخضر أي انبعاثات كربونية في عملية إنتاجه، مما يجعله أكثر استدامة من الناحية البيئية.
  2. مصادر الطاقة:
    • الهيدروجين الأزرق: يعتمد إنتاجه على الغاز الطبيعي، الذي يُعتبر مصدرًا غير متجدد. بالإضافة إلى ذلك، عملية استخراج ونقل الغاز الطبيعي لها آثار بيئية سلبية مثل تسرب الميثان، وهو غاز دفيئة قوي.
    • الهيدروجين الأخضر: يعتمد على مصادر طاقة متجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، مما يجعله أكثر استدامة ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
  3. التكلفة:
    • الهيدروجين الأزرق: في الوقت الحالي، يعتبر الهيدروجين الأزرق أقل تكلفة من الهيدروجين الأخضر بسبب توفر البنية التحتية القائمة بالفعل للغاز الطبيعي والتقنيات المستخدمة في الإنتاج.
    • الهيدروجين الأخضر: لا يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر أكثر تكلفة نظرًا لارتفاع تكاليف التكنولوجيا والبنية التحتية المطلوبة، ولكن مع التطور المستمر في تقنيات الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي، من المتوقع أن تنخفض التكلفة مع مرور الوقت.
  4. التأثير البيئي والاجتماعي:
    • الهيدروجين الأزرق: يتطلب استخدام الغاز الطبيعي والذي يرتبط باستخراج ومعالجة الغاز، وهذا قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئات المحلية والمجتمعات القريبة من مواقع الاستخراج.
    • الهيدروجين الأخضر: يعزز الانتقال إلى طاقة نظيفة ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يقلل من التأثيرات البيئية والاجتماعية المرتبطة بالصناعات الاستخراجية.

من حيث الاستدامة، يبدو أن الهيدروجين الأخضر هو الخيار الأكثر ملاءمة لمستقبل الطاقة النظيفة. فهو يوفر حلاً طويل الأمد لتقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن الهيدروجين الأزرق يمكن أن يكون خيارًا انتقاليًا في المدى القريب والمتوسط حتى يتم تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع. في النهاية، كلا النوعين لهما دور في مستقبل الطاقة، ولكن الهيدروجين الأخضر يعد الخطوة الحاسمة نحو اقتصاد منخفض الكربون ومستدام.