معلومات عامّة عن صوت مصر وكوكب الشّرق أم كلثوم

By | أكتوبر 19, 2020

أم كلثوم هي فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، وُلدت عام 1904 في قرية تاماي الزاهرية في محافظة الدقهلية بدلتا النيل في مصر، وهي ابنة لعائلة فقيرة كان والدها إمام جامع القرية، واهتمت أمها بتربيتها هي وشقيقيها، وكانت أم كلثوم تتجوّل منذ نعومة أظفارها مع والدتها التي كانت مؤدية الأغاني في أعراس القرية، ومنشدة الآيات القرآنية في المناسبات الدينية، وبدأ يذيع صيتها وهي ابنة السابعة من عمرها، حيث بدأت تغني في منازل الأثرياء الذين أُعجبوا بصوتها وأدائها، حيث كانت تحصل على إكراميات من هؤلاء العائلات، ولم يدم الأمر على هذا الحال؛ حيث أُتيحت لها الفرصة كي تُغني في مختلف المناسبات الدينية والعائلية.

بدأت أم كلثوم بمشوارها الغنائي أمام جمهور القاهرة، والذين أطلقوا عليها البدوية؛ نظرًا لخلفيتها الريفية وأدائها الموسيقي التقليدية، وملابسها التي تعكس البيئة التي أتت منها، ف كانت ترتدي ملابس من تراث بيئتها ممثلةً بعباءة فضفاضة طويلة حتى الكاحل، ووشاح تلفه حول رأسها، وكانت تؤدي كلمات أغاني بالطابع الريفي، وقدمت أيضًا أغاني وأشعار الحب، وفي عام 1926 بدأت مسيرة الفنانة المحورية؛ بحيث وقعت عقدًا مع شركة تسجيلات لأقراص الغرامافون، الذي تضمن راتبًا سنويًا لها، هذا بالإضافة إلى نسبة على كل قرص يتم بيعه، وبعد ذلك بدأت تظهر بشكل أكبر كمؤدية محترفة وبملابس عصرية في وقتها من خلال فساتين طويلة.

وعلى هذا الصعيد حققت أم كلثوم نجاحًا لا مثيل له في الغناء من خلال اغاني جديدة في حفلاتها التي كانت تؤديها بصوت عذب جميل، ولحن أصيل من خلال أغانيها التي كانت تتمثل بالأشعار العربية، ونظرًا لتميز أدائها للشعر الغنائي حفظ الجمهور هذا الشعر الصعب عن ظهر قلب، وكانت حفلاتها الموسيقية تُبث إذاعيًا كل خميس إلى كل أنحاء الشرق الأوسط، ولهذا حظيت بلقب صوت مصر، وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي أُصيبت هذه الفنانة الرائعة بتدهور وتراجع في صحتها، وكانت مُصابة بالتهاب في الكليتين، ولكن على الرغم من ذلك لم تتوقف عن مسيرتها الفنية.

شهد عام 1975 تدهورًا في صحة أم كلثوم وكانت الصحف تتابع تطوّر صحتها كلّ يوم، وفي الثالث من شهر شباط عام 1975م كانت وفاة كوكب الشرق أم كلثوم نتيجة إصابتها بفشل في القلب، وكانت وفاتها حدثًا هزَّ مصر والعالم العربي بأسره، حيث حضر جنازتها ملايين من الناس، ويُذكر انَّ حشود جنازتها فاقت جنازة جمال عبد الناصر.